منتدى بنات الإسلام
عزيزي الزائر انت غير مسجل سجل معنا ونعدك بالاستفادة ونتمنى ان تفيدنا باشتراكك ومواضيعك الشيقة لتعم الفائدة
بعد اشتراكك سنرسل لك رسالة تاكيد الاشتراك اذا لم تجدها في صنوق البريد ستجدها في البريد الغير هام
منتدى بنات الإسلام
عزيزي الزائر انت غير مسجل سجل معنا ونعدك بالاستفادة ونتمنى ان تفيدنا باشتراكك ومواضيعك الشيقة لتعم الفائدة
بعد اشتراكك سنرسل لك رسالة تاكيد الاشتراك اذا لم تجدها في صنوق البريد ستجدها في البريد الغير هام
منتدى بنات الإسلام
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى بنات الإسلام

منتدى اجتماعي ثقافي ديني ترفيهي لكل العائلة
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد و على اله وصحبه اجمعين
الاعضاء الكرام انضمو الينا في غرفة الدردشة
كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان (سبحان الله وبحمده سبحان الله العضيم) .. اذكرو الله
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» من هم ابناء وزوجة ابي لهب حمالة الحطب
دعوها فإنها منتنة Emptyالأربعاء 15 ديسمبر 2010, 3:31 pm من طرف Admin

» رساله خاص لاعز مخلوق عى وجه البسيطه‎
دعوها فإنها منتنة Emptyالثلاثاء 07 ديسمبر 2010, 9:33 pm من طرف babylady82

»  طـــعنة جــــفا
دعوها فإنها منتنة Emptyالثلاثاء 07 ديسمبر 2010, 9:27 pm من طرف babylady82

» أجمل ما كتب لي
دعوها فإنها منتنة Emptyالأربعاء 01 ديسمبر 2010, 1:44 am من طرف babylady82

» قصة عن كثرة الاستغفار
دعوها فإنها منتنة Emptyالأربعاء 01 ديسمبر 2010, 12:28 am من طرف Admin

» صورة لعملية اجريت لجنين داخل رحم امه
دعوها فإنها منتنة Emptyالأحد 21 نوفمبر 2010, 11:40 pm من طرف Admin

» إشرب الماء على معدة خالية
دعوها فإنها منتنة Emptyالأربعاء 10 نوفمبر 2010, 7:27 pm من طرف Admin

» كيف تمرضون و لديكم الليمون‏؟
دعوها فإنها منتنة Emptyالأربعاء 10 نوفمبر 2010, 7:23 pm من طرف Admin

» موسوعة الغذاء النباتي
دعوها فإنها منتنة Emptyالأربعاء 10 نوفمبر 2010, 7:19 pm من طرف Admin

مايو 2024
الأحدالإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبت
   1234
567891011
12131415161718
19202122232425
262728293031 
اليوميةاليومية
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
Admin
دعوها فإنها منتنة I_vote_rcapدعوها فإنها منتنة I_voting_barدعوها فإنها منتنة I_vote_lcap 
babylady82
دعوها فإنها منتنة I_vote_rcapدعوها فإنها منتنة I_voting_barدعوها فإنها منتنة I_vote_lcap 
هيومة
دعوها فإنها منتنة I_vote_rcapدعوها فإنها منتنة I_voting_barدعوها فإنها منتنة I_vote_lcap 
وسام
دعوها فإنها منتنة I_vote_rcapدعوها فإنها منتنة I_voting_barدعوها فإنها منتنة I_vote_lcap 
فجر الاسلام
دعوها فإنها منتنة I_vote_rcapدعوها فإنها منتنة I_voting_barدعوها فإنها منتنة I_vote_lcap 
سراج
دعوها فإنها منتنة I_vote_rcapدعوها فإنها منتنة I_voting_barدعوها فإنها منتنة I_vote_lcap 
sarsoora
دعوها فإنها منتنة I_vote_rcapدعوها فإنها منتنة I_voting_barدعوها فإنها منتنة I_vote_lcap 
سراج ابولسين
دعوها فإنها منتنة I_vote_rcapدعوها فإنها منتنة I_voting_barدعوها فإنها منتنة I_vote_lcap 
قمر بغداد
دعوها فإنها منتنة I_vote_rcapدعوها فإنها منتنة I_voting_barدعوها فإنها منتنة I_vote_lcap 
ازرار التصفُّح
 البوابة
 الصفحة الرئيسية
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 ابحـث
التبادل الاعلاني
احداث منتدى مجاني
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض و مشاطرة الرابط منتدى بنات الإسلام على موقع حفض الصفحات

قم بحفض و مشاطرة الرابط منتدى بنات الإسلام على موقع حفض الصفحات

 

 دعوها فإنها منتنة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
babylady82




عدد المساهمات : 64
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 17/12/2009

دعوها فإنها منتنة Empty
مُساهمةموضوع: دعوها فإنها منتنة   دعوها فإنها منتنة Emptyالأحد 14 مارس 2010, 1:30 pm

دعوها فإنها منتنة


دعوها فإنها منتنة



الخطبة الأولى:

الحمد لله الذي خلق كل شيء وأحكم، وصلى الله وسلم على النبي الأكرم، وعلى آله وصحبه الأقدم فالأقدم، ومن اهتدى بهديه وآمن وأسلم، أما بعد:

كثيراً ما ينسى الإنسان نفسه، وينسى أنه خلق من ماء وطين، وأن جميع الناس مهما كانوا مثله من تراب، إذا به يرى لنفسه فضلاً على غيره، ولقبيلته شرفاً فوق القبائل، وتميزاً على الآخرين لا يوصف بحال، إلا مع الإطراء والثناء؛ حتى يؤدى حقها.

عجباً! ألم يكن الله تعالى قد خلق كل دابة من ماء! فاستوت حينئذٍ في الأصل الدواب بما فيها الإنسان والحيوان!.

إن الله كرم بني آدم وجعلهم قبائل وشعوباً، وامتن عليهم بهذه النعمة وهذا التكريم بقوله: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً}(70) سورة الإسراء، وقال مخاطباً لهم: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}(13) سورة الحجرات، وهذه نعمة من الله تعالى ليسهل عليهم التعارف والتآلف، والتواد من خلال ذلك لا شك سيكون سهلاً بإذن الله.

عن جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ -رضي الله عنهما- قَالَ: كُنَّا فِي غَزَاةٍ فَكَسَعَ رَجُلٌ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ رَجُلًا مِنْ الْأَنْصَارِ، فَقَالَ الْأَنْصَارِيُّ: يَا لَلْأَنْصَارِ، وَقَالَ الْمُهَاجِرِيُّ: يَا لَلْمُهَاجِرِينَ، فَسَمِعَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ: (مَا بَالُ دَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ؟) قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ: كَسَعَ رَجُلٌ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ رَجُلًا مِنْ الْأَنْصَارِ، فَقَالَ: (دَعُوهَا فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ). فَسَمِعَ بِذَلِكَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ، فَقَالَ: فَعَلُوهَا، أَمَا وَاللَّهِ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ. فَبَلَغَ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم-، فَقَامَ عُمَرُ، فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ: دَعْنِي أَضْرِبْ عُنُقَ هَذَا الْمُنَافِقِ، فَقَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-: (دَعْهُ، لَا يَتَحَدَّثُ النَّاسُ أَنَّ مُحَمَّدًا يَقْتُلُ أَصْحَابَهُ)1.

وهذا الحديث عباد الله: يذكر لنا دعوى الجاهلية الأولى، التي جاء الإسلام ليطهرنا من درنها، ويذهب عنا رجسها، لما تنادى كلٌّ بعصبيته ودعا قبيلته، وهذه حكمة من النبي -صلى الله عليه وسلم- حين عالج المشكلة في آنها، وقد كانت ظهرت شوكة النفاق، ولما أثير الخلاف بين المهاجري والأنصاري، ودعيا بدعوى الجاهلية حين قال الأول: يا للمهاجرين، وقال الثاني: يا للأنصار، كادت أن تشب نار الفتنة، وتظهر شرارها لولا أن منَّ الله على المؤمنين بالقدوة الحسنة، والحكمة النبوية تفجرت من فؤاده -صلى الله عليه وسلم- تفجُّرَ الماء.

أيها المسلمون: إن الله -سبحانه وتعالى- حين أنزل علينا القرآن جعله متآلفاً {كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاء وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ}(23)سورة الزمر، ولهذا نجده إذا عالج داء كانت آياته متكاملة متضافرة عليه، ولما أنزل الله سورة الحجرات، أنزلها لتعالج الفخر القبلي، حين يخرج عن طوره، فقد ذكر المفسرون في أسباب نزولها أنه جاء بنو تميم إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، فنادوا على الباب يا محمد اخرج إلينا، فإن مدحنا زين وإن ذمنا شين، فسمعهم النبي -صلى الله عليه وسلم-، فخرج عليهم وهو يقول: (إنما ذلكم الله الذي مدحه زين وذمه شين)، فقالوا: نحن ناس من بني تميم جئنا بشاعرنا وخطيبنا نشاعرك ونفاخرك، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (ما بالشعر بعثت ولا بالفخار أمرت، ولكن هاتوا)، فقال الزبرقان بن بدر لشاب من شبابهم: قم فاذكر فضلك وفضل قومك، فقام فقال: الحمد لله الذي جعلنا خير خلقه، وآتانا أموالا نفعل فيها ما نشاء، فنحن من خير أهل الأرض ومن أكثرهم عدة، ومالاً وسلاحاً، فمن أنكر علينا قولنا فليأتِ بقول هو أحسن من قولنا، وفعال هي خير من فعالنا. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لثابت بن قيس بن شماس: (قم فأجب) فقام فقال: الحمد لله أحمده وأستعينه وأؤمن به، وأتوكل عليه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، دعا المهاجرين والأنصار من بني عمه أحسن الناس وجوهاً، وأعظمهم أحلاماً فأجابوا، فالحمد لله الذي جعلنا أنصاره، ووزراء رسوله وعزاً لدينه، فنحن نقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، فمن قالها منع منا نفسه وماله، ومن أباها قتلناه، وكان رغمه من الله تعالى علينا هيناً، أقول قولي هذا وأستغفر الله للمؤمنين والمؤمنات.

فقال الزبرقان ابن بدر لشابٍ من شبانهم: قم يا فلان فقل أبياتاً تذكر فيها فضلك وفضل قومك، فقام الشاب فقال:

نحن الكرام فلا حي يفاخرنا
ونطعم الناس عند القحط كلهم
إذا أبينا فلا يأبى لنا أحد







فينا الرؤوس وفينا يقسم الربعُ
من السديف إذا لم يؤنس القزعُ
إنا كذلك عند الفخر نرتفعُ



قال: فأرسل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى حسان بن ثابت، فجاء حسان فأمره رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يجيبه فقال حسان:

نصرنا رسول الله والدين عفوة
ألسنا نخوض الموت في حومة الوغى
ونضرب هام الدارعين وننتمي
فلولا حياء الله قلنا تكرماً
فأحياؤنا من خير من وطئ الحصى







على رغم سارٍ من معد وحاضرِ
إذا طاب وردُ الموت بين العساكرِ
إلى حسب من جرم غسان قاهرِ
على الناس بالحقين هل من منافرِ
وأمواتنا من خير أهل المقابرِ



قال: فقام الأقرع بن حابس فقال: إني والله لقد جئت لأمر ما جاء له هؤلاء، وقد قلت شعراً فاسمعه، فقال: (هات)، فقال:

أتيناك كيما يعرف الناس فضلنا
وإنا رؤوس الناس من كل معشر
وإن لنا المرباع في كل غارةٍ







إذا فاخرونا عند ذكر المكارمِ
وأن ليس في أرض الحجاز كوارمِ
تكون بنجد أو بأرض التهائمِ



فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (قم يا حسان فأجب)، فقال:

بني دارم لا تفخروا إن فخركم
هبلتم علينا تفخرون وأنتم
وأفضل ما نلتم من المجد والعلى
فإن كنتم جئتم لحقن دمائكم
فلا تجعلوا لله ندًا وأسلموا
وإلا ورب البيت مالت أكفنا







يعود وبالا عند ذكر المكارمِ
لنا خول من بين ظئر وخادمِ
ردافتنا من بعد ذكر الأكارمِ
وأموالكم أن تقسموا في المقاسمِ
ولا تفخروا عند النبي بدارمِ
على هامكم بالمرهفات الصوارمِ2



عباد الله: هذه القصة أوردت لكم بعضها لتعبر عما كان عليه العرب من الفخر بالانتساب إلى قبيلة ما، أو سلالة ما، وعجباً كيف غفلوا أن:

الناس من جهة التمثيل أكفاء
فإن يكن لهم من بعد ذا نسب







أبوهم آدم، والأم حواء
يفاخرون به، فالطين والماء3



وانظروا إلى الكلمة الذهبية، والدرة النبوية، والدعوة المصطفوية حين قال -صلى الله عليه وسلم-: (ما بالشعر بعثت ولا بالفخار أمرت)، إنه خلق عظيم، وتمثيل للقدوة الحسنة، فهو الذي قال: (دَعُوهَا فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ). ولن يقول شيئاً إلا لحكمة شرعية، وقد ظهر أنه لم يبعث بالفخر والخيلاء، فالناس في دينه سواسية كأسنان المشط، لا فرق بين عربي ولا عجمي ولا قائد ولا مقود، ولا غني ولا فقير ولا كبير ولا صغير إلا بالتقوى، الناس في دينه سواء يفضل أتقاهم على غيره بالتقوى، ولو كان المتقي عبداً حبشياً، والمقصر سيداً قرشياً كان الفضل والإكرام لأعظمهما تقىً، وأزكاهما هدى، والعاقبة للمتقين.

اللهم اهدنا إلى طاعتك ورضاك، وسدد على طريق الخير خطانا، واجعلنا هداة مهتدين، غير ضالين ولا مضلين.

عباد الله توبوا إلى الله واستغفروه لعلكم تفلحون..

الخطبة الثانية:

الحمد لله هادي الورى، وصلى الله وسلم على نبي الهدى، وعلى آله وصحبه ذوو التقى، أما بعد:

عوداًَ على بدء، كما تبين لنا ما وقع من أسباب نزول سورة الحجرات، وهنا سنتأمل شيئاً يسيرًا من آياتها ومعانيها، وانظروا عباد الله إلى نهي الله تعالى عن السخرية والاستهزاء بقوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}(11) سورة الحجرات، وكأنه تعالى لما نهى عن هذه الأمور أراد بذلك أن يكسبنا الأدب الشرعي فيما بيننا، وأن يعلمنا أننا كلنا بشر، والتفاوت بيننا موجود فعلام التفاخر والإنسان لا يدري أهو أفضل من أخيه أم أخوه أفضل منه إذ العلم عند الله.

أيها المسلمون انظروا إلى هذا الخطاب الرباني، والأدب العظيم الذي أرسى الله قواعده في نفوس المؤمنين؛ ليكونوا كالجسد الواحد لا تفاضل ولا تفاخر، بل أضاف بعد ذلك إخباره بأصل خلقتنا وأننا من أب واحد وأم واحدة، {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}(13) سورة الحجرات، وهذا منه -جل وعلا- تعليم للناس، فيقول إن أكرمكم عند الله أتقاكم له، فلا تفاخروا ولا تشاجروا، ولا تفاضلوا بغير التقوى.

أيها المسلمون: تأملوا في أثر هذا الأدب الإلهي كيف كان أثره في حياة النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه الكرام رضي الله عنهم حين جاء وفد تميم يفخرون بآبائهم وأجدادهم وقبيلتهم، حين قال لهم رسول الرحمة -صلى الله عليه وسلم-: (ما بالشعر بعثت ولا بالفخار أمرت)، ولكن لما رآهم أصروا على مفاخرته بآبائهم وقبيلتهم أراهم ما لديه من الخلق العظيم الكامن في نفوس الصحابة الكرام، فما إن تفاخر الفريقان وقام خطيبهم يمجد جثث الموتى الهامدة، إذ صدع ثابت بن شماس بالكلام الحق الذي لا لغو فيه حامداً لله مستعيناً به، مفتخراً بدينه وتوفيق الله لهم بنصرة نبيه، وإعلاء كلمته وكفى بهذا فخراً وعلواً على العالمين، واستغفر لنفسه وللمؤمنين.

ولما قام شاعرهم يشيد كرام أهله، ومجد ذويه قام حسان وروح القدس معه مفتخراً بصمودهم يوم الوغي في الجهاد في سبيل الله ونصرة رسول الله وأراهم كيف يكون الفخر الأصيل، الذي هذبه دين الإسلام، حتى إذا كان الحق صادعاً، واليقين للباطل رادعاً أعلن من هدى الله منهم إسلامه، وأمن من المسلمين إيلامه.

عباد الله: إن لنا برسول الله أسوة وقدوة في سائر حياتنا، فلا فخر لنا غير الإسلام، ولا مجد لنا غير التقوى، ولا عز ولا رفعة دون كلمة التوحيد، فلتكن شعارنا ودثارنا، وليكن قولنا:

أبي الإسْلامُ لا أَبَ لِي سِوَاهُ
بدعوى الجاهلية لم أجبهم
دَعيُّ القَوْمِ يَنْصُرُ مُدَّعِيهِ
وما كَرَمٌ ولو شَرُفَتْ جُدُودٌ







إِذَا هَتَفُوا بِبَكْرٍ أَو تَميمِ
ولا يدعوا بها غير الأثيم
فيُلْحقُهُ بذي النَّسَبَ الصَّميمِ
ولكنَّ التَّقِيَّ هو الكَرِيمُ4



كثير من الناس اليوم إلا من رحم الله إذا فتح لهم باب القبيلة والجماعة وما ينتمون إليه، أخذتهم صيحة العصبية، والحمية حمية الجاهلية، نزعهم الهوى إليه، وجذبهم الشيطان بين يديه، حتى خروا له سجداً وهم لا يشعرون، فنرى من يوالي ويعادي لأجل انتمائه القبلي ، وكأنما الله سائله يوم القيامة كيف نصرت جماعتك؟ أو كيف كبت خصمك؟ وهذا من أشنع الأمور وأشنأ الطباع، فلا يليق بمسلم رضي بالله رباً وبمحمد نبياً وبالإسلام ديناً وبالكعبة قبلة أن يوالي لغير الله أو يعادي لغير الله، أو يماري في الباطل، سيما والنبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (أَنَا زَعِيمٌ بِبَيْتٍ فِي رَبَضِ الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْمِرَاءَ وَإِنْ كَانَ مُحِقًّا، وَبِبَيْتٍ فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْكَذِبَ وَإِنْ كَانَ مَازِحًا، وَبِبَيْتٍ فِي أَعْلَى الْجَنَّةِ لِمَنْ حَسَّنَ خُلُقَهُ)5.

نسأل الله -سبحانه وتعالى- أن يرشدنا إلى كل خير، وأن يعيذنا من العجب والغرور والجدل في ما لا يرضيه، وأن نقترف على نفوسنا سوءاً أو نجره إلى مسلم.

وصلى الله وسلم على رسوله الكريم وعلى آله وصحبه.



===================================================
©️جميع الحقوق محفوظة لموقع إمام المسجد 2004
ويحق لمن شاء أخذ ما يريد من مواد هذا الموقع بشرطين : الأول : عزو ما يأخذ إلى موقع إمام المسجد [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] ، الثاني : الأمانة في النقل وعدم التغيير في النص المنقول ولا حذف شيء منه ، والله الموفق .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
دعوها فإنها منتنة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى بنات الإسلام :: المنتدى الاسلامي :: مواضيع عامة اسلامية-
انتقل الى: